تعتبر المتة واحدة من أكثر الأشجار غنى بالفيتامينات كما أكده الكثير من المراكز العلمية المعروفة في العالم مثل معهد باستور الفرنسي. الدكتور بيرناردو هوساي (Bernardo Houssay) (دكتور أرجنتيني حائز على جائزة نوبل في الفلسفة في عام 1947) قال: إن المبدأ الفعال الذي تحتويه عشبة المتة و الذي يسمى بشكل متعارف عليه باسم المتائين، هو عبارة عن منشط ذو قدرة كبيرة و لكنه يعمل لصالح أعضاء الجسم. يجمع الشعراء و الأدباء في بلاد المهجر على إسناد جميع الصفات الحميدة إلى هذه النبتة فيقولون إنها مغذية و مفرحة و مزيلة للكرب و الهم و طاردة للجراثيم و منقذة للإنسان من الأمراض . ففي أمريكا مائة مليون من المخلوقات البشرية من جميع الطبقات :هنود و أرجنتينيون و برازيليون و سكان البيرو و أجانب متأقلمون كل هؤلاء لا يكفون طوال يومهم عن تناول المتة التقليدية . الحقيقة أن هذا الشراب يستحق أن يعرفه الناس و أن يتذوقوه ليقدروا ما فيه من فوائد و قيم غذائية فهو يجمع بين مفعول القهوة المنبه – دون أن يكون له أثر القهوة في القلب و الأعصاب – و مفعول الأدوية المغذية و المقوية . و قد أثبت تحليل أوراق المتة احتواءها على الكافئين بنسبة 2% و الآزوت 2,15 % و السكر 6,10 % و على العفص ( مادة ذات مرارة قوية تتشكل على الأشجار ) و الفيتامين (ج C ) . و الجدير بالذكر أن مقادير العفص الموجودة في المتة أقل بكثير من مقاديرها في الشاي كما أن نسبة العفص في المتة لا تؤثر على غشاء المعدة و لا تحول دون إفرازاتها كما هي الحال في الشاي . لذلك فهي هاضمة إذا أخذت بعد الطعام . أضف إلى ذلك بأن المتة مشروب يفيد كل من يمارس الأعمال ذات الجهد العضلي أو العقلي. لاحظ المسافرون أن تناول المتة قبل السفر أو قبل القيام برحلات طويلة سيرا على الأقدام يساعدهم على اجتياز الصعوبات و يمكنهم تسلق الجبال إن أرادوا فهي تقي من الشعور بالتعب وتساعد على تحمل المشاق كما أنهم يعتقدون بأن المتة تحول دون إصابتهم بالحمى و تساعد على التئام الجروج وشفائها . هذا بالإضافة إلى أن المتة نقيع مغذ يساعد على إسكات حس الجوع . والمتة تفيد المصابين بالأمراض العصبية ومرض النوراستانيا ( الوهن العصبي ) و الذين يشكون الصداع و الشقيقة ( ألم يصيب أجزاء محددة من الرأس) و الذين يشكون صعوبة في التنفس .
د. ي مونين “Dr. E. Monin” السكرتير العام السابق للجمعية الصحية الفرنسية: "تعتبر المتة مشروب حقيقي وفي المناخ الذي يضعف الجسم أو في البيئة التي مناخها يؤثر على جسم الإنسان فهي مشروب منشط للقوى العضلية ومنظم للوظائف الغذائية، يمكنا القول بان المتة مشروب ممتاز.
من خلال خصائصها الواضحة وسعرها القليل يمكن للمتة أن تقدم خدمات كبيرة على المستوى الصحي وبشكل أساسي في المدن الكبيرة إذ تم الوصول إلى فرضها في أوربا. أصبحت المتة المشروب المفضل للأمريكي في القسم الجنوبي من القارة والتي تعطيه محاسن الدواء الذي يعالج كل داء. إن استهلاكها الهائل إذا دل على شيء فإنما يدل على خواصها الغذائية.
المته تحل مكان جزء كبير من الأغذية النباتية (الخضراوات) بالنسبة للسكان الذين يعيشون بشكل أساسي على أكل اللحوم ولا يأكلون الخبز، هذا المشروب ليس فقط لعلاج المشاكل الناتجة عن النظام الغذائي السيئ ولكن أيضا تقلل من التعب وتنشط الطاقة وتحفز المعنويات، إن قدرتها على تسهيل الهضم، والتعرق والتبول، تنشط عملية امتصاص الأغذية وتسرع الوظائف لدى الأعضاء.
المتة تنشط القوة العضلية، ونبضات القلب، والتنفس، وتعطي شعور بالراحة من ناحية النشاط والوضوح المهني الظاهر. بناء على ما ذكر فإن المتة تخفف من التعب والشعور بالحر المداري معطياً لحياة الأعضاء متطلباتها. إن فعل المتة كمنشط يعتبر أيضاً أقل من التأثير الذي تتركه القهوة لأن المتة لا تسبب الأرق أو حالات القلق العصبية التي تسببها القهوة وهذه الصفة تميز هذا النوع من النقيع، تعتبر المتة الغذاء الأكثر تأثيراً من بين المنشطات على القوة العضلية".
صعب أن نصف طعم المتة لمن لم يتذوقها فهي حتماً ليست كالشاي أو مغلي الزهورات كما أنها تختلف عن القهوة وإن كانت طريقة إعدادها لا تختلف كثيراً إذ يكفي وضع حفنة من أوراقها المجففة في كوب عادي " أو في وعاء خاص ( الجوزة) " ثم يسكب عليها قليل من ماء حار و بعض السكر فيغدو المنقوع جاهزاً وما على الشارب إلا أن يأخذ رشفة أو اثنتين من نهاية ممص ( شراقة ) خاص ينتهي أسفله بمصفاة تمنع مرور الأجزاء الصغيرة، بصفة عامة يمكن القول إن أفضل الأوقات لتناول المتة هي صباحاً على الريق، تاركين بعد ذلك ساعة على الأقل لتناول القهوة أو الفطور المعتاد. عند الظهيرة فإن أقضل وقت لتناول المتة هو بين 16 و 17 أي بين الرابعة و الخامسة ظهراً، بالنسبة للأشخاص قليلي التغذية أو أولئك الذين لديهم عمليات الهضم سريعة فيمكنهم مرافقة المتة بقليل من الخبز والزبد الطازج كان ذلك في هذا الوقت أو في وقت الفطور. يوجد هناك حالات يكون فيها شرب المتة من ثلاث إلى أربع مرات مريحاً بعد وجبة الغداء القوية أو وجبة العشاء، هذه الحالات هي عندما يتم أكل وجبة جافة بشكل كبير وبالأخص إذا كان الأساس المعتاد عليه هو وجبة من اللحوم والكثير من الخبز، ولكن دائما ينصح بعدم الإكثار من السوائل بعد الأكل. يقول د. غوستافو بيكولت “Dr. Gustavo Peckolt”، اختصاصي بعلم النبات والكيمياء والصيدلة: "من بين المشروبات ذات الاستخدام الكبير، والتي تعطي القوة وتنشط الأعضاء، بدون شك المكان الأول يعود إلى المتة، إنها مشروب محبذ جداً مع الطعام لأنها تنشط عمليات الهضم وتعيد إلى الجسم امتصاص الأغذية بشكل كامل، كما تساعد على ضبط الطعام كماً ونوعاً. ومن جانبه اليخاندرو دوماس “Alejandro Dumas” (قد تم نشر ما قيل في مجلة لوماتين دي باريس في 21-8-1890 قال: " أنا لا اشرب أكثر من المتة أثناء طعامي، أنا لا اشرب النبيذ مطلقاً، لقد أخضعت نفسي إلى هذا النظام نظراً لمعاناتي من أمراض في معدتي ولكن الآن قد شفيت منها تماماً، قبل ذلك لم يكن باستطاعتي القيام بأي شيء ولا حتى تناول الطعام، ولكن الآن الشكر للمتة أستطيع أن أكل كل شيء وأنا أحافظ على شهية جيدة دائماً.
في عام 1937 الدكتور بيدرو ايسكوديرو (Dr. Pedro Escudero)، مدير المعهد البلدي للتغذية، كان مهتم بموضوع المتة، كتب: "حالياً يتم الموافقة على ثلاثة أنواع من الغذاء: الغذاء الذي يعطي طاقة، وهو الذي يقدم لأعضاء الجسم حريرات وطاقة من أجل العمل؛ تشمل هذه المجموعة أيضا هيدرات الكربون والدهون والألياف التي تشكل أنسجتنا؛ ينضم إليهم أيضا البروتينيات المتعددة، والمواد التي تضبط التغذية والتي تسيطر على العمليات التي تقود إلى استخدام واستثمار الغذاء بشكل أفضل والتي من بينها تكون الفيتامينات المتعددة. في مخابر هذا المعهد تم إثبات بشكل نهائي على أن هذا النقيع من جيربا مته هو مصدر غني ومفيد من فيتامين C. من أجل إثبات وجود فيتامين C في عشبة المتة تم استخدام المفاعل المعروف عالمياً باسم تيلمان (Tillmann). عند تطبيق هذا المفاعل على عشبة المتة التي تباع في الأسواق، فقد تم الإثبات من خلال تجربته على 11 عينة من مختلف الماركات ومختلف الأسعار بان جميعها تحتوي على فيتامين C بكميات متغيرة والتي تتراوح بين 15 و 30 ملغ من حمض الأسكوربيكو (ácido ascórbico "فيتامين C") في كل 100 غرام من عشبة المتة، أي بمعدل عام 22 ملغ من الفيتامين والذي يعادل 440 وحدة من فيتامين C. الدكتور ايسكوديرو، في كتابه "التغذية"، في الفصل الذي يتكلم عن أهمية عشبة المتة حيث يخبرنا من خلال تشخيصه عن الأسباب التي تثبت وبالدليل العملي عن وجود فيتامين C في عشبة المتة، يقول الدكتور المذكور بأنه خلال سنوات عديدة كان عمالنا في السهول يتغذون فقط على اللحوم، والذرة، والقليل من الحلوى، ولكن بشكل أساسي كانوا يشربون كثيراً نقيع عشبة المتة، في حالات استثنائية ونادرة جداً كان هؤلاء يستهلكون الفواكه أو البقوليات والخضار، هذا يعني بأنهم كانوا خاضعين إلى نظام خالي من فيتامين C. و لكن مع هذا كله لم يعرف قط في سهول البمبا “Pampas” (سهول في أمريكا الجنوبية) الإصابة بحالات داء الحفر. (الاسقربوط او الحافور وهو مرض يصيب أولئك الذين لديهم نقص من فيتامين C من جراء عدم أكل الفاكهة أو الخضار)
أولاً يتم حصاد المتة وتجميعها ونشرها على صفائح ومن ثم يتم البدء بمرحلة (السابيكادو). - مرحلة السابيكادو: في البداية تتم مرحلة ما يسمى بالسابيكادواو ثامبيكا: وهي لفظ غواراني (قبائل الهنود الذين سكنوا المنطقة) ويعني: "فتح العينين"، حيث يتم خلالها تمرير عشبة المتة على النار بشكل سريع، وينتج عن هذا العمل التبخر المفاجئ للماء المحتوى في داخلها، أي أن العشبة تتعرض إلى ما يسمى بتقليص النشاط الأنزيمي و ذلك من اجل تجنب التخمر. يطلق على هذا النهج اسم (سابيكادو) وما هو إلا تمرير المادة المزهرة على درجة حرارة عالية بين 350 و 400 درجة مئوية خلال دقيقة ونصف وذلك بهدف قتل الجراثيم وتعقيم المادة، وبعدها يتم التبريد من خلال درجة حرارة الجو لمدة ساعتين ونصف. مرحلة الكنشادو: بعد انتهاء مرحلة السابيكادو يتم استلام المتة (كانشادا)، وكلمة (كانشادا) تعني المنتج النهائي المجفف وهو عبارة عن نشر العشبة على أغطية يحافظ خلالها على درجة حرارة 110 درجة مئوية وذلك من خلال جريان الهواء الساخن خلال 4 ساعات ونصف. يتم الحصول عليها ابتداء من أورق الشجرة وساقها، وعنق الورقة، وسويقة الزهرة من صنف ايليكس باراغوارينيسيس (الاسم العلمي النباتي للمتة، وبعد ذلك يتم وضعها في المستودعات المعنية حيث يقوم شخص من كادر الاستلام بإفراغ كل كيس، ومن خلال النظر والشم يقوم بفحص كل عينة. إن العينات التي يتم الحصول عليها من الأكياس المفرغة يتم جمعها وخلطها وتقسيمها وإرسالها إلى المخابر حيث يتم تحليلها من الناحية الكيميائية والزراعية. المعالجة: عندما تكون المادة الأولية قد تم تجفيفها (أي في حالة الكنشادا) عندها يكون اللون والطعم يشبه حالة الخضراوات الخضراء، بعد معالجتها (التعتيق والتخمير) في المستودعات لمدة 36 شهر تكتسب العشبة لونا أصفرا مخضراً حسب مكان منشأها. النضج: كما يؤشر له المصطلح بأن العشبة قد وصلت إلى ميزات أورغانوليبتيكاس مشابهة للعشبة المعالجة. إن النهج المتبع من أجل الوصول إلى الحالة المذكورة هو طبيعي بالكامل حيث يتم إعطاء العشبة الفترة الزمنية اللازمة للإنضاج، يجب التذكير بأنه يتم أخذ عينات بشكل يومي من غرف المعالجة، وبشكل شهري من المستودعات. عندما تكون المادة الأولية قد وصلت إلى النضج، والتجانس، والتكييف المناسب، يتم عند إذ إرسالها إلى مستودعات الطحن.
جيربا متة تنبه منطقة الحواس في قشر الدماغ فتزيد الملاحظة والقدرة على الاهتداء كما تنشط التفكير وحسن المحاكمة ودقة التمييز وتجعل الشخص في مستوى ذكائه الطبيعي كما أنها تثير البهجة والنشوة في النفوس كل هذا دون أن يكون لها تأثير القهوة المنبهة للقلب والأعصاب، وهي تفيد خاصة المدخنين لأنها تبطئ التفاعلات الحيوية في الجسم ورغم احتوائها مادة العفص القابضة للأمعاء إلا أن قلة نسبتها يجعلها مادة مهضمة إذا تناولها المرء بعد الطعام. كما أنه ثبت أن المتة تفيد في حالة الصداع "الشقيقة وصداع فقر الدم" كما أن لها تأثير بطرحها النواتج السمية للجسم، كما تنبه التنفس لذا تفيد في مرض الربو وانتفاخ القصبات "إذ توسع القصبات وتساهم في إخراج القشع"، وهي أيضاً تنبه مركز تنظيم الدوران الدموي والقلب. المتة تجعل الشخص بحالة يقظة وتستبدل الميل للنوم هذا يعني أنها تزيد النشاط عند أشخاص ذوي مهن معينة كالعاملين على الآلة الكاتبة أو كالسائقين، كما أن احتواءها على السكر والبروتين يجعلها مادة مغذية كما أن تناولها يلغي الشعور بالجوع.
لقد تم التحقق من القيمة الغذائية للمتة، أولاً من خلال تجارب عملية وثانياً من خلال العلم نفسه. - التجربة العملية تم إثباتها من خلال حياة وعادات المناطق التي تكثر فيها عشبة المتة. كانت معروفة تقليدياً لدى أهل المنطقة بأنها تساعد على المقاومة وكان معروفا أيضاً بأن شربها أثناء السفر أو أثناء القيام بنشاطات الفلاحة القاسية مفيد جداً، فهناك أيام هؤلاء يقضون أوقاتهم بالشرب المتكرر للمتة بدون أن يشعروا بأي تعب مع محافظتهم على الروح والمعنويات العالية. من جهته العلم قدم عطاء أكثر صلابة، عندما تم تحليل المتة كيميائيا وقد اتضح بأنها تملك تماماً نفس تركيب الأغذية المعروفة كمواد منشطة. وفقا للتجارب المنفذة لوحظ بأن المتة تملك تأثيراً واضحاً على الدورة الدموية، والعضلات وقناة الهضم. إن مفعولها الغذائي مهم أيضاً وبشكل خاص لأنها تتكامل مع أعضاء الجسم كمادة مخزنة للطاقة، من خلال هذه النظرة يمكنا القول بان المته ضرورية جداً. إن شرب المته يسمح بصيام طويل، في حالات التغذية السيئة تساعد المتة على إعادة التوازن إلى الجسم متجنبة بذلك تحطم الأعضاء. إن هاتين الصفتين اللتين تملكها عشبة المتة تحولانها إلى غذاء لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة للعامل، أو الموظف، أو بالنسبة للجميع وذلك بهدف أن أولئك الذين يتناولون فطوراً بسيطاً و مفروض عليهم العمل لساعات متواصلة نتيجة ظروفهم ونشاطاتهم لا تسمح لهم بالانتظام بين وجبة وأخرى. فقط المتة هي التي تسمح بإعطاء هذه الطاقة، هذا الشعور بالراحة مع السماح للشخص بأن يقوم بأي نشاط بين الوجبات المنفصلة حتى لو كان فرق الساعات بينها كبير. اليوم في ظل الحياة الصعبة والعمل الشاق، والدراسة التي تجبر أصحابها على مضاعفة جهودهم، أصبحت حياتنا كحمى العمل التي تسيطر بشكل مريع على سكان المدن، تأتي المتة لتنقذنا فهي في الحقيقة المشروب الذي يتوجب تعميمه. ليس فقط لأنها تخدع المعدة "كما يقال شعبياً"، ولكن لأنها تحافظ على القوى فباعتبارها مشروب منشط تعطي دفع للناس من أجل القيام بعمل جيد كان ذلك جسديا أو عقلياً. المتة مشروب مفيد لكل الأعضاء باعتباره غذاء منشط وذو مفعول ملحوظ لوظائف الذكاء، ينصح تناوله من قبل كل المهنيين؛ باعتباره غذاء يساعد على تخزين الطاقة ولا يضيع أي شيء منها، باعتباره غذاء ديناميكي أي يسمح باستخدام الأغذية ذات الألياف بشكل أفضل بحيث يمتص كميات قليلة منها. هذا بالإضافة إلى أن شرب المتة يساعد على تغذية وتأخير الشعور بالجوع أو التعب، أيضا هو عبارة عن منشط للوظائف الحركية حيث يسمح بمضاعفة الجهود، (د. انريكو سانتوس) “Dr. Enrico Santos”(مادة منشورة في مقال في جريدة ريو دي جانيرو، البرازيل)
إن منشأ المتة واستخدامها يحكى بوجوده منذ قرون، حيث في مبادئه تدخل وتمتزج القصص والأساطير، عشبة المتة كانت في الأصل شجرة برية كان الهنود الغوارانيس ( والذين أطلقوا عليهم فيما بعد باسم الهنود الحمر ) يحضرون شراب أو منقوع من أوراقها المجففة ففي زمن الاستعمار يقال أن البحارة الأسبان أدركوا بسرعة الميزات الخاصة لعشبة المتة وأن استهلاكها يقي من داء الاسقربوط (الحافور). كما تبين أن الهنود الذيم كانوا يتناولون عشبة المتة كانت لديهم مقاومة دائمة للتعب والإرهاق، يقال بأن الهنود كانوا يستهلكونها و كانوا يطلقون عليها فيما بينهم باسم "caa mate" كا متة وهي كلمة بلغة الغواراني (لغة الهنود الذين سكنوا هذه المنطقة والذين يعتبرون سكان الأرجنتين الأصليين) وهذا اللفظ يشبه الألفاظ المستخدمة في لغة كيشوا "quechua" والتي تعتبر لغة قديمة جداً تكلمها الهنود عبر العصور ومازالت قيد الاستخدام في بعض المناطق من المركز الشمالي من الأرجنتين. باللغة الغواراني هذه العبارة تعني جيربا (عشبة) و "mati" متة ولفظ متة يعني الجوزة أو الكوب حيث يتم شرب هذا النقيع. بعد مائة عام من اكتشاف أمريكا، ينسب اكتشاف استخدام هذه الأوراق من الجيربا (العشبة) إلى Hernando Arias de Saavedra (هيرناندو ارياس سافيدرا) في عام 1592، إن هذه المعلومة عززها Ruiz Diaz de Guzman (رويس دياس دي كوسمان) في كتابه )ملخص تاريخي عن مراحل الفتح( و الذي كتبه في عام 1612. حسب هذه القصص فالهنود الذين كانوا يهاجمون الإسبان، كانوا يحملون معهم بالإضافة إلى أسلحتهم عدلاً صغيراً (كيس) من الجلد المدبوغ بشكل مميز، والذي كان متعارف عليه باسم غواياكاس "guayacas"، ضمن هذا العدل كانوا يخبئون جيربا مته شبه مطحونة ومحمصة، حيث كانوا معتادين على علكها أثناء مشيهم الطويل، أو كانوا يضيفون عليها الماء ومن ثم يمتصون نقيعها من خلال ماسورة مصقولة وجافة من القصب. في بداية العام 1800، جاء مختص فرنسي في علوم الطبيعيات، وكان معروفا كطبيب واسمه هو أمادو بومبلاند "Amado Bombland" وقام بأول دراسة حول شجرة المتة والتي يمكن أن نصفها بأنها علمية، لأنه درس أهميتها واستخداماتها، مدفوعاً ومهتما بالنتائج التي كان يستخلصها، هذا الطبيب والذي كان اسمه الحقيقي إيمي غوبلاند "Aime Goupland" انتقل إلى البراغواي بين 1820 و 1821، من أجل زيارة حقول جيربا متة وتوسيع أبحاثه. لقد وصل الوضع الاقتصادي لعشبة المتة إلى درجة أن أطلقوا عليها اسم الذهب الأخضر، إن ذلك يعود إلى أن هذه العشبة كانت سبباً في خلق الأحياء والمدن حيث كان يتم زراعتها، كما أنها وصلت إلى درجة اعتبارها عملة تم التعامل معها خلال فترة الاستيطان الإسباني (حكومة فيري سيفايو Virrey Cevallos) بحيث أن قبضة اليد من عشبة المته كانت أجر ليوم عمل كامل.
" Dr. A. Lenglet " رئيس الجمعية الدولية للغذاء الصافي (الطبيعي) مقرها في باريس: "الملاحظة الأكثر بروزاً بالنسبة لتأثير المتة على الأعضاء الطبيعية هي أنها تعمل مباشرة مع مجموعة النظام العصبي والعقل – النخاع الشوكي.
إن شرب المته أثناء الصباح قبل الإفطار مع قليل من السكر تعطي شعور حيوي بالراحة، وتزيد من المقاومة اتجاه التعب وتنشط الحياة الدماغية. تعتبر المتة واحدة من أهم المشروبات ويمكن أن تكون الوحيدة من بين الوسائل الطبيعية التي يملكها الإنسان من أجل الاستفادة الأعظمية من طاقتها الدفينة حيث يمكننا مقارنتها كمدخر للطاقة".
د"سيهونك دي غولدفيان Dr. J. Sehunk de Goldfian ":
بحث منشور فيPresse Medical يمكننا الاستنتاج بان المتة تعتبر منشط عام (مهني، محرك، و من أصل نباتي)، وتعتبر أيضاً مقو عام، وتستخدم لعلاج داء الحفر، ومقو للقلب، والأوعية والنخاع الشوكي.
تعتبر المتة أيضاً مخدر خفيف للطبقة المخاطية الهضمية، تقلل من الشعور بالجوع، وتقوي الألياف المسطحة الموجودة في جدران الأمعاء، تساعد المتة على تهييج الشعور الجنسي لدى أولئك المصابين بالإحباط الجنسي.
هذا بالإضافة إلى أن المتة تعتبر مضاد حيوي عام، ويساعد على التئام الجروح، ومضاد للتخمة، ومضاد للحمى، ومضاد للجراثيم.
إن هذه الأفعال يتم إنتاجها من خلال المركبات البيوكيميائية، والكلوروفيل، والذرات المعدنية، الخ".
د. فيكتور دو امارال “Victor Do Amaral”، مدير جامعة بارانا في البرازيل: "تعتبر المتة مشروب مقوي ومنشط ومساعد على التبول، ومصنفة من قبل الأخصائيين الصحيين والفيزيولوجيين كغذاء يساعد على توفير الطاقة البدنية وبنفس الوقت اقتصادي.
البروفسور الشهير أدولفو غوبلير "Adolpho Gubler" أطلق عليها اسم ديناموفورس "dynamophorso" وتعني المحرك الذي يعيد قوى الأنسجة وتساعد على بقاء القوى لدى الأعضاء وتخفف الشعور بالجوع لدرجة أن الفلاحين المقيمين في الداخل من البلد ورعاة البقر في السهول يمكنهم البقاء بدون أية تضحية ليوم كامل دون أن يأكلوا طعاماً متماسكا بشرط أن لا تنقصهم المتة".
د. تيفينارد "Dr. M. Thévenard"، من جامعة باريس: "المتة تحتوي على قلويات والتي من خلال مظهرها و تعاملها الفوري مع مبادئ الأعضاء فإنها تعتبر عنصر مغذي هام بحيث يعيد النشاط العام للجسم.
تعتبر من خلال تركيبها الخاص من الناحية الصحية متفوقة لأنها تحتوي على القليل من الزيوت التي تتواجد بشكل رئيسي في المشروبات المماثلة الأخرى والتي لا تسبب الأرق كما أنها مساعدة على الهضم.
الشكر لمحاسنها المقوية والمنشطة ولخلوها من الضرر، فإن القائمين على الصحة يعتبرون أن المتة مشروب من خلال صفاتها الجيدة قادرة على مواجهة المشروبات الكحولية".